بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الأربعاء، برسالة تهنئة إلى الاجتماع الوزاري لمنسقي متابعة تنفيذ قرارات منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC)، المنعقد في مدينة تشانغشا، مؤكدًا من خلالها التزام بلاده العميق بتعزيز التعاون التنموي والاقتصادي مع إفريقيا في إطار شراكة استراتيجية متوازنة ومربحة للطرفين.
وفي رسالته، أشار الرئيس الصيني إلى أن نجاحات الصين في مسيرة التحديث الاقتصادي تفتح فرصًا واعدة أمام العالم، وخاصة دول الجنوب، داعيًا إلى تعميق التعاون مع إفريقيا من خلال دعم صادراتها وإزالة الحواجز التجارية التي تعيق دخولها إلى السوق الصيني.
نحو تعاون أكثر انفتاحًا ومساواة
وأوضح شي جينبينغ أن بلاده تعتزم تسريع توقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة، من شأنها دعم النمو المشترك، معلنًا أن الصين ستعفي 100% من السلع الواردة من 53 دولة إفريقية تقيم معها علاقات دبلوماسية، من الرسوم الجمركية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتسهيل النفاذ إلى الأسواق.
كما أكد استعداد الصين لتقديم دعم خاص للدول الإفريقية الأقل نموًا، عبر توسيع نطاق التفضيلات التجارية، بما يُمكّنها من تحسين قدراتها التصديرية وتعزيز تنافسية منتجاتها في الأسواق الدولية.
رؤية تنموية قائمة على الشراكة العادلة
وجاءت رسالة الرئيس الصيني في سياق رؤية مشتركة تقوم على مبادئ التعاون المتكافئ والمصلحة المشتركة، حيث شدد شي على أن الصين لا تسعى فقط لتوسيع حضورها التجاري، بل تسعى لأن تكون شريكًا موثوقًا في مسيرة التنمية الشاملة للقارة الإفريقية.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرات تأتي في إطار سعي بكين إلى إرساء نموذج جديد من التعاون بين دول الجنوب، يعتمد على نقل المعرفة، وتحفيز النمو المحلي، وتقوية البنية التحتية الاقتصادية في القارة الإفريقية.
تعاون استراتيجي لمستقبل مشترك
تُعد هذه الرسالة إشارة جديدة إلى أهمية العلاقات الصينية الإفريقية، التي تشهد تطورًا لافتًا في مختلف المجالات، من التجارة والاستثمار إلى التكنولوجيا والتعليم والتكوين المهني. كما تعكس الرغبة الصينية الواضحة في أن تلعب دورًا محوريًا في دعم نهضة إفريقيا الاقتصادية والتنموية، بعيدًا عن نماذج التعاون التقليدي المشروطة.