مصطفى أمزيل، لاعب كرة سلة محترف وُلد يوم 12 سبتمبر 2001 في هلسنكي، فنلندا، من أب مغربي(ابراهيم امزيل) أمازيغي من مدينة أكادير وأم فنلندية. ورغم نشأته في أوروبا، لم يتخلَّ عن جذوره، بل حمل في قلبه حب المغرب واعتزازه بهوية والده الأمازيغية، ليكون نموذجًا مشرفًا للشباب المغربي في المهجر.
من ملاعب فنلندا إلى الجامعات الأمريكية:
بدأت مسيرته مبكرًا عندما أصبح في سن الخامسة عشرة أصغر لاعب في تاريخ نادي KTP-Basket يشارك في دوري الدرجة الأولى الفنلندي. فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الفنلندي تحت 16 سنة، وقاد فريقه لتحقيق اللقب، ما لفت الأنظار إلى موهبته الكبيرة.
لاحقًا، التحق بأكاديمية HBA Märsky في هلسنكي، والتي تُعتبر مصنعًا للمواهب، وواصل تطوره حتى تلقى فرصة الانتقال إلى الولايات المتحدة في 2020، حيث خاض تجربة ناجحة مع جامعتي دايتون ونيو مكسيكو، وحقق إنجازات جماعية وفردية، من أبرزها تسجيل رمية الفوز ضد كانساس، واختياره أفضل سادس لاعب في مؤتمر Mountain West.
التمثيل الدولي والاعتزاز بالهوية:
مثّل مصطفى منتخب فنلندا في أكثر من 80 مباراة دولية، وكان قائدًا لمنتخب تحت 18 سنة في بطولة أوروبا. وقد برز دائمًا بفخره بأصوله المغربية، مؤكدًا في لقاءات صحفية أنه لا ينسى من أين أتى والده، وأن المغرب يعيش في قلبه مهما تنقل بين البلدان.
في صيف 2023، شارك في دورة الألعاب الجامعية في الصين، وحقق مع منتخب فنلندا المركز الخامس، وهو الأفضل في تاريخه. وفي صيف 2025، دخل قائمة المنتخب الوطني الأول استعدادًا لبطولة أوروبا.
بداية الاحتراف:
في يوليو 2025، وقع أمزيل أول عقد احترافي مع نادي KB Trepça بطل الدوري والكأس في كوسوفو، ليبدأ مرحلة جديدة كمحترف في أوروبا.
رسالة إلى الشباب المغربي في المهجر:
قصة مصطفى أمزيل ليست مجرد مسيرة رياضية، بل قصة إصرار ووفاء وانتماء. هو اليوم قدوة لكل شاب مغربي نشأ خارج الوطن، بأنه بالإمكان أن تنجح في أعلى المستويات، دون أن تتخلى عن هويتك أو حبك لبلدك.
إلى كل شاب مغربي في أوروبا أو أمريكا أو أي مكان في العالم:
تمسّك بأحلامك، واعتزّ بأصلك، وافتخر بانتمائك.
فالوطن ليس فقط المكان الذي وُلدت فيه، بل هو الجذور التي تُغذّي عزيمتك وتُوجّه خطاك.
مصطفى يُثبت اليوم أن النجاح لا يُلغي الانتماء، بل يزيده قوة. وأنك يمكنك أن تمثل دولًا في الرياضة أو الدراسة، لكن قلبك سيظل مغربيًا، نابضًا بالفخر والولاء.
مصطفى أمزيل هو أكثر من لاعب… إنه رمز للإلهام والطموح والهوية، ووجه مشرق من أبناء المغرب في العالم.